"بوالو ونارسيجاك" قصة فريدة لتعاون مثمر بين روائي أول فَذّ تولى مسؤولية تأليف حبكة الرواية البوليسية وروائي ثانٍ مختص بعلم النفس كان مسؤولاً عن إبداع جو الرواية وابتكار شخصياتها.
وقد وصف نارسيجاك ذلك التعاون قائلاً: أشعر أنه لا يمكن لشخص واحد كتابة رواية بوليسية عظيمة لأن هذا العمل يتطلب مزجاً معقداً يحتاج لشخصين ذوي شخصيتين مختلفتين، أحدهما على دراية بعلم النفس والآخر صاحب الأسلوب الفني". ويُقال أن نجاح تعاونهما يعود إلى أن بيير بوالو كان مهتمًا بـ"كيف" وكان ثوماس نارسيجاك مهتمًا بـ"لماذا".
وقد كان هذا الثنائي الفرنسي الفذّ غزيرَ الإنتاج، حيث أنتج تعاونهما الناجح 43 رواية و 100 قصة قصيرة وعدة مسرحيات، كما تم تحويل كثير من أعمالهما إلى أفلام سينمائية.
والغريب أن أول رواية لهما لم تَحظَ بأي اهتمام، أما الثانية فقد حققت نجاحاً منقطع النظير، ثم تكرّست مكانتُهما أكثر عندما أخرج مخرج أفلام الرعب ألفريد هيتشكوك بعضاً من رواياتهما.
اخترنا لمجموعتنا البوليسية الجديدة واحدة من روائع هذين المؤلفين: "وجوه في الظلام"، وهي رواية مشوقة فريدة في جوّها وعقدتها وأحداثها، كما اخترنا لنارسيجاك رواية أخرى ليست أقل تشويقاً وغرابة، وهي رواية "الرجل الذي أراد أن يموت".